”نساء الأسرة العلويّة”.. ”نازلي” الملكة المُجردة من لقبها
الأكثر مشاهدة

حكمت أسرة محمد عليّ باشا مصر من 1805 وحتى 1952، ذهبوا وبقيت قصورهم تشهد على مظاهر الأبهة والعظمة، فقد عاشت مصر خلال حكمهم فترات من رغد العيش لكنه كان حكرًا على طبقة محددة وتأسست على أيديهم مصر الحديثة لكنها أيضًا شهدت فسادًا ومكائد واحتلال من قبل المستعمر البريطاني، كل ذلك كانت هناك شاهدات عليه من نساء عشن في أروقة القصور الملكية وطرقها المعبدة وخلف ستائر الحرملك على مدار هذه الحقبة الزمنية، كان منهن من حظت بحب المصريين ومنهن من مرت كلمحٍ بالبصر ولم تترك أثرًا يذكر، سنحكي عنهن في حلقات متتابعة، حكايات من زمن الأميرات والحرملك..
- في يوم الاثنين 15 يونيو 1894، ولدت الملكة نازلي زوجة الملك فؤاد الأول ووالدة الملك فاروق، بمدينة الإسكندرية في قصر أبيها بمنطقة سان استيفانو، وكان القصر مجاورًا لقصر محمد باشا سعيد رئيس الوزراء الأسبق.
- والدها هو عبدالرحيم باشا صبري وزير الزراعة، والدتها ابنة محمد شريف باشا واضع دستوري 1879 ودستور الثورة العرابية 1882. أما جدها لأمها هو سليمان باشا الفرنساوي، الذي جاء لمصر مع الحملة الفرنسية، واعتنق الاسلام، وكان مؤسس الجيش المصري وأول من أسس مدرسة حربية في مصر.
- تزوجت من الملك فؤاد الذي كان يكبرها بعشرين عامًا، وأنجبت منه خمسة أبناء، هم: الملك فاروق، الأميرة فوزية، الأميرة فائزة، الأميرة فائقة، ثم الأميرة فتحية.
- لولاها ما تولى الملك فاروق حكم مصر، فقد كانت سنه صغيرة ولاتمكنه من حكم مصر فقامت بتشكيل لجنة وصاية عليه يرأسها أبرز الطامعين في الحكم الأمير محمد علي توفيق، وذهبت إلى الإمام المراغي واستصدرت فتوى يمكن من خلالها احتساب عمر ابنها الشاب بالتقويم الهجري وليس الميلادي ليتسلم فاروق الحكم وهو في عمر ال17 بالتاريخ الميلادي وال18 بالتقويم الهجري.
- ارتبطت الملكة نازلي بعلاقة عاطفية مع أحمد حسنين، استمرت لما يقارب 9 سنوات، إلى أن توفي في حادث السيارة الشهير على كوبري قصر النيل، حين اصطدمت به سيارة نقل جنود تابعة لجيش الاحتلال البريطاني.
- كان هناك خلاف قد بلغ ذروته بين الملك فاروق وأمه نازلي في 1942، بسبب علاقتها بأحمد حسنين، فسافرت إلى القدس ونزلت في فندق الملك داوود، وقد حاول النحاس باشا وزوجته إعادتها إلى القاهرة.
- سافرت نازلي بعدها إلى أوروبا وعزمت ألا تعود إلى مصر، وفي مارسيليا قابلت رياض غالي الذي كان نقطة التحول في كل شيء، عمل رياض كأمين للمحفوظات بقنصلية مصر بمارسيليا، لكنه تحول من مجرد مرافق للملكة إلى ملازم لها ليل نهار.
- وفي منتصف مايو 1947 هاجرت الملكة نازلي إلى أمريكا بصحبة رياض غالي وأقاموا في فيلا اشترتها الملكة في بيفرلي هيلز.
- وفي أوائل مايو 1950 تزوج رياض غالي من الأميرة فتحية زواجًا مدنيًا في سان فرانسسكو، وهو ما ثار فاروق لمعرفته وطلب من الصحافة أن تنشر تفاصيل هذا الزواج، وأمر مجلس البلاط برئاسة الأمير محمد علي، بالاجتماع للنظر في أمر الملكة الأم والأميرة، وقرر مجلس البلاط رفض هذا الزواج، وتجريدها هي وأمها الملكة نازلي من امتيازاتهما الملكية، فلم تعد نازلي الملكة وتم سحب كل أملاكها ومصادرتها.
- أصيبت بمفرض عضال في نهاية أيامها وشفيت منه، ثم اعتنقت المسيحية عام 1965 وهو نفس العام الذي توفي فيه ابنها فاروق، وقد ماتت عام 1978، وعمرها 83 سنة ودفنت في إحدى كنائس لوس أنجلوس.
الكاتب
ندى بديوي
الأحد ٠٩ أكتوبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا